في السنوات الأخيرة شهد عالم الأفلام تحولًا ملحوظًا ويرجع ذلك بحد كبير إلى التقدم التكنولوجي ، حيث أصبحت الهواتف المحمولة بكاميراتها عالية الجودة وقدراتها على تحرير المقاطع المصورة أدوات قوية لصانعي الأفلام الطموحين لسرد قصصهم بسهولة والتعبير عن إبداعاتهم دون الحاجة لمعدات باهظة الثمن أو موارد واسعة النطاق ، و مع تعدد الوسائط الاجتماعية وسهولة الوصول إلى جمهور أكبر أثبتت هذه الإبداعات السينمائية صغيرة الحجم أنها وسيلة فعالة لصانعي الأفلام لإخبار قصص مقنعة بطابع ديمقراطي يعزز التبادل الثقافي ويفتح الأبواب لأولئك الطموحين الذين قد لا يكون لديهم إمكانية الوصول إلى موارد صناعة الأفلام التقليدية . و اعترافًا بهذه الموجة من الإبداع ولمواكبة المشهد الثقافي العالمي جاءت فكرة إقامة مهرجان افلام الجوال بتنظيم من mpcraied ، والذي سيقام سنويًا في المملكة العربية السعودية حيث تشهد السعودية مستقبل جديد من صانعي الأفلام و المواهب المحلية الذين يقومون بخلق لغة تفاهم بين الثقافات المتنوعة داخل المملكة لتأصيل الانتماء للمجتمع و زيادة الوعي ودفع التغيير و تناول القضايا الاجتماعية الملحة والتصدي للتحديات و التشجيع على الحوار والتفكير وإثارة المحادثات التي يمكن أن تؤدي إلى تغيير إيجابي . حيث يلعب مهرجان افلام الجوال بلا شك دورًا مهمًا في تشكيل و تحقيق مكانة في صناعة السينما المحلية والإقليمية والدولية حيث يضمن هذا المزيج الانتقائي عرض مجموعة واسعة من أشكال التعبير الفني ، وتعزيز التنوع الثقافي من خلال موضوعات وأنماط متنوعة ضمن موضوع المهرجان ، فهو فرصة فريدة لصانعي الأفلام منخفضة التكلفة الحصول على تقدير لعملهم من خلال فئات الجوائز المختلفة لجائزة أفضل مخرج ، جائزة أفضل سيناريو ، جائزة أفضل قصة ، جائزة لجنة التحكيم ، جائزة الجمهور فالجوائز لا توفر فقط التشجيع لصانعي الأفلام الناشئين فحسب ، بل تساعد أيضًا في دفع حياتهم المهنية إلى الأمام . فالمهرجانات السينمائية عبارة عن منصات قوية توحد صانعي الأفلام والفنانين المتحمسين ومنحهم منصة لعرض مواهبهم وإبداعاتهم في ظل التحديات التي يواجهها صانعو الأفلام الناشئين فهي تعمل كمحفزات للإبداع و ربط صانعي وعشاق الأفلام والمتخصصين في الصناعة من خلفيات مختلفة تحت سقف واحد ، فبالإضافة إلى عرض الأفلام وتعزيز التبادل الثقافي ، يستضيف مهرجان افلام الجوال أيضًا العديد من المناقشات الجماعية وورش العمل و دروس رئيسية يديرها متخصصون في الصناعة ، و برامج إرشادية و فعاليات وأنشطة تقدم رعاية للمواهب الطموحة ، صممت خصيصًا لصانعي الأفلام الطموحين وتزويدهم بالإرشادات اللازمة لتحقيق أحلامهم و تطوير مهاراتهم حيث يمتد تأثير المهرجان إلى ما وراء المجال الفني فهو يساهم في نمو صناعة السينما وجذب الاستثمارات وتعزيز السوق السينمائي المحلي والعالمي . و مع مرور كل عام سيستمر مهرجان افلام الجوال في دفع الحدود وإلهام الابتكار وكشف النقاب عن سحر الشكل الفني السينمائي كأداة قوية للتعبير عن الذات ورواية القصص بوسيلة عملية يسهل الوصول إليها كاحتفال حيوي لتبادل الحوار الثقافي الفني و تقديرًا للثقافات المتنوعة داخل المملكة العربية السعودية وتأصيل الانتماء للمجتمع وتطوير صناعة السينما المحلية ، و مع استمرار نمو المهرجان وتطوره سيستمر بلا شك مركزًا للإبداع والابتكار والتبادل الثقافي في إلهام وتمكين الجيل القادم من رواة القصص و سد الفجوة بين صانعي الأفلام الطموحين وصناعة السينما العالمية .